-A +A
شريفة الربيع deem1295@
الأفق الافتراضي في العالم الواقعي تجاوز حدود الخيال، حتى أن وقت «الخيال» أصبح محدوداً بالتنفيذ، نستطيع القول إن «علم التكنولوجيا» يتسارع باتجاه اختصار الزمن في كل شيء ليعيد أبجديات التواصل البشري بشكل افتراضي في مساحة رقمية ثلاثية الأبعاد ومزيج من تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز.

حداثة مفهوم «الميتافيرس» وامتداده بقوة الإرث الرقمي في عالم الشبكات والإنترنت التي بدأ منها التطور الإلكتروني؛ تجعل من المؤكد التنبؤ بمهارات متقدمة ومختلفة في هذا العالم، ومعها سلسلة ممتدة من ضخامة البيانات وتعدّد نوعيتها وحساسيتها العالية، إذ ستكشف بشكل أكثر تفصيلاً عن هوية المستخدم ومشاعره، وتنوب عنه «افتراضياً»، كذلك إدارة المواقع الأكثر دقه في البيئة الافتراضية المعززة.


تأصيل الحياة الافتراضية بمحاكاة احتياجات الواقع وتوفيرها بالأدوات الرقمية هي الفكرة التي بنيت عليها منصات «الميتافيرس» وتطبيقاتها لتمكين المستخدمين من ممارسات عاداتهم واهتماماتهم وأعمالهم وتعلمهم بشكل دائم بتخطي حدود الزمان والمكان، وأيضاً التنقل في أوساط مختلفة بمهام واهتمامات مختلفة؛ فالوسط الرقمي كفيل بتهيئة بيئة كاملة لعيش أغلب تجاربك.

ويأتي التحول في تاريخ الإنترنت من «الاستاتيكي» إلى «التفاعلي التشاركي» ليأخذنا إلى عالم جديد، وإلى شكل آخر مختلف من التفاعل الحسي الانغماسي في العالم الافتراضي بشكل أكبر بغض النظر عن سلبياته وإيجابياته.

اختلافات عدة في الخدمات الشبكية والتعامل معها، إلى جانب اختلاف الأوساط الرقمية والأجهزة المعدة لتلك الخدمات، والتي لا بد أن تتواءم مع طبيعة العمق الافتراضي الذي يتطلب إمكانيات تقنية عالية وأجهزة مادية متصلة، وكذلك مستشعرات حساسة، وغيرها من المحلقات التي تدعم الخدمة الافتراضية وتعززها.

عالم قوي تستعد له كبرى الشركات العملاقة في مجالات التقنية وتعمل على دعم تطبيقاتها الحالية بتقنيات «الميتافيرس» كنوع من التنافس للبقاء في كسب المستخدمين الذين ستغريهم تلك التقنيات المختلفة وتؤهلهم خلفيتهم الرقمية إلى التعاطي مع التغيرات بشكل سريع.

يبقى السؤال المهم: ما مدى المواءمة بين الحياة الافتراضية والواقعية وأمانها؟ وهل سنفتقد للواقعية يوماً ما، في ظل وجود المستخدم المتلقي لتلك الخدمات والتي قد تطغى على كثير من جوانبها؟

خبيرة تقنية